اعتكف شمس التبريزي وجلال الدين الرومي أربعين يوماً لكتابة ( قواعد العشق الأربعون ) ،
القاعدة الأولى :
"إنّ الطريقة التي نرى الله بها ما هي إلا إنعكاس للطريقة التي نرى بها أنفسنا ونرى بها الحياة .. فإذا لم يكن الله يجلب لنا سوى الخوف والملامة فهذا يعنى أن قدراً كبيراً من الخوف والملامة يتدفق لقلوبنا، أما إذا رأينا الله ذات مُفعمة بالمحبة والرحمة فإننا نكون مملوءين بالمحبة والرحمة ..
القاعدة الثانية :
" إنّ الطريق إلى الحقيقة يمُر من القلب لا من الرأس، فاجعل قلبك، لا عقلك، دليلك الرئيس. إنّ معرفتك بنفسك ستقودك إلى معرفة الله."
القاعدة الثالثة:
"يمكنك أن تدرس الله من خلال كل شيء، وكل شخص في هذا الكون، لأن وجود الله لا ينحصر في المسجد أو في الكنيسة. لكنك إذا كنت لا تزال تريد أن تعرف أين يقع عرشه بالتحديد، يوجد مكان واحد فقط تستطيع رؤيته وهو قلب عاشق حقيقي، فلم يعش أحد بعد رؤيته، ولم يمت أحد بعد رؤيته، فمن يجده يبقَ معه إلى الأبد."
القاعدة الرابعة:
يتكون الفِكر والحُب من مواد مختلفة، فالفكر يربط البشر في عُقَد .. لكن الحُب يُذيب جميع العُقَد. إن الفِكر حذِرٌ على الدوام وهو يقول ناصحاً: "احذر الكثير من النشوة" ؛ بينما يقول الحُب: "لا تكترث. أقدِم على هذه المجازفة" ..
القاعدة الخامسة:
تنبع مُعظم مشاكل العالم من أخطاءَ لغوية، ومن سوء فهم بسيط. لا تأخذ الكلمات بمعناها الظاهري مُطلقاً، وعندما تلج دائرة الحُب تكون اللغة التي نعرفها قد عفا عليها الزمن. الشيء الذي لا يمكن التعبير عنه بكلمات لا يمكن إدراكُه إلا بالصمت.
القاعدة السادسة:
الوحدة والخلوة شيئان مختلفان ..
فعندما تكون وحيداً من السهل أن تخدع نفسك، ويخيَّل إليك أنك تسير على الطريق القويم، أما الخلوة فهي أفضل لنا، لأنها تعني أن تكون وحدك من دون أن تشعر بأنك وحيد، ولكن من الأفضل لك في نهاية الأمر أن تبحث عن شخص يكون بمثابة مرآة لك. تذكر أنك لا تستطيع أن ترى نفسك حقاً إلا في قلب شخص آخر، وبوجود الله في داخلك.
القاعدة السابعة:
مهما حدث في حياتك، ومهما بدت الأشياء مزعجة فلا تُدخِل رُبوع اليأس. إن الله سيفتح درباً جديداً لك حتى لو بقيت الأبواب كلها موصدة. احمد ربَّك! من السهل عليك أن تحمد الله عندما يكون كل شيء على ما يرام. الصوفيُّ لا يحمد الله على ما منحه الله إياه فحسب؛ بل يحمده أيضاً على كل ما حرمه منه.
القاعدة الثامنة:
لا يعني الصّبر أن تتحمل المصاعب سلباً، بل يعني أن تكون بعيد النظر بحيث تثق بالنتيجة النهائية التي ستتمخض عن أي عملية. ماذا يعنى الصبر؟ إنه يعني أن تنظر إلى الشوكة وترى الوردة، أن تنظر إلى الليل وترى الفجر. أما نفاد الصبر فيعني أن تكون قصير النظر ولا تتمكن من رؤية النتيجة. إن عشاق الله لا ينفد صبرهم مطلقاً، لأنهم يعرفون إن الهلال يحتاج وقتاً لكي يصبح بدراً . لقد خلق الله المعاناة حتى تظهر السعادة من خلال نقيضها؛ فالأشياء تظهر من خلال أضدادها، وبما أنه لا يوجد نقيض لله فإنه يظل خفياً.
القاعدة التاسعة :
لا تحكُم على الطريقة التي يتواصل بها الناس مع الله، فلكل إمرئ طريقته الخاصة وصلاته . إنّ الله لا يأخذنا بكلماتنا وإنما ينظر في أعماق قلوبنا، وليست المناسك أو الطقوس هي التي تجعلنا مؤمنين؛ بل كونُ قلوبِنا صافيةً أم لا.
القاعدة العاشرة :
لا يوجد فرق بين الشرق والغرب، والجنوب والشمال. فمهما كانت وجهتك، يجب أن تجعل الرحلة التي تقوم بها رحلة في داخلك. فإذا سافرت في داخلك فسيكون بوسعك إجتياز العالم الشاسع وما وراءه.
القاعدة الحادية عشرة :
عندما تجد القابِلة أن الحُبلى لا تتألم أثناء المخاض، فإنها تعرف أن الطريق ليس سالكاً بعد لوليدها، وأنها لن تضع وليدها .. لهذا السبب فلِكي تُولَد نفسُُ جديدة يجب أن يكون هناك ألم. وكما يحتاج الصلصال إلى حرارة عالية ليشتد، فالحب لا يكتمل إلا بالألم.
القاعدة الثانية عشرة :
إنّ السعي وراء الحبّ يغيّرنا، وما مِن أحد يسعى وراء الحبّ إلا وينضج أثناء رحلته، وما إن تبدأ رحلة البحث عن الحُب ، حتى تبدأ تتغيّر من الداخل ومن الخارج.
القاعدة الثالثة عشرة :
يوجد مُعلمون مُزيفون وأساتذة مُزيفون في هذا العالم أكثر عدداً من النجوم في الكون المرئي. فلا تخلط بين الأشخاص الأنانيين الذين يعملون بدافع السُلطة أو الكسب وبين المُعلم الحقيقي. المعلم الروحي الصادق لا يوجه إنتباهك إليه ولا يتوقع طاعة مُطلقة أو إعجاباً تاماً مِنك؛ بل يُساعِدك على أن تُقدر نفسك الداخلية وتتوجه لذاتك وتحترمها. إنّ المعلمين الحقيقيين شفافون كالبلور، يَعبر نور وحُب الله من خلالهم.
القاعدة الرابعة عشرة :
لا تحاول أن تقاوم التغييرات التي تعترض سبيلك؛ بل دَع الحياة تعِش فيك، ولا تقلق إذا قلَبت حياتك رأساً على عقب فكيف يمكنك أن تعرف أن الجانب الذي اعتدتَ عليه أفضل من الجانب الذى سيأتي؟
القاعدة الخامسة عشرة :
إن الله مُنهمك في إكمال صُنعك من الخارج ومن الداخل. إنه مُنهمك بك تماماً وكُل إنسان هو عمل مُتواصل يتحرك ببطء لكن بثبات نحو الكمال، وكُل واحدٍ مِنا هو عبارة عن عمل فني غير مُكتمل يسعى جاهداً للإكتمال. إن الله يتعامل مع كل واحد مِنا على حِدة لأن البشرية لوحةٌ جميلة رسمها فنان ماهر تتساوى فيها جميع النقاط من حيث الأهمية لإكمال الصورة.
القاعدة السادسة عشرة :
من السهولة أن تُحب إله يتصف بالكمال والنقاء والعظمة، لكن الأصعب من ذلك أن تُحب إخوانك البشر بكل نقائصهم وعيوبهم. تذكر أنّ المرء لا يعرف إلا ما هو قادر على أن يُحبه. وما لم نتعلم كيف نُحب خلق الله، فلن نستطيع أن نُحب حقاً، ولن نعرف الله حقاً.
القاعدة السابعة عشرة :
إن الوسخ الحقيقي يقبع في الداخل؛ وسخ القلب بالضغينة والكراهية والتعصب والغيرة وهذه الأشياء التي تُدنِّس الرُوح .. أما الوسخ الأخر فإنه يزول بالماء. . نستطيع أن نُطهر أجسامنا بالزُهد والصّيام، لكن الحُب وحده هو الذي يُطهر قلوبنا.
القاعدة الثامنة عشرة :
يقبع الكون كله داخلك. كل شيء تراه حولك بما في ذلك الأشياء التي قد لا تُحبها وحتى الأشخاص الذين قد تحتقرهم أو تمقتهم يقبعون داخلك بدرجات متفاوته. لا تبحث عن الشيطان خارج نفسك . فالشيطان ليس قوة خارقة تُهاجمك من الخارج؛ بل هو صوت ينبعث من داخلك. فإذا تعرفت على نفسك تماماً، وواجهت بصدق جانبك المظلم ، عندها تبلغ أرقى أشكال الوعي، وعندما تعرف نفسك، فإنك ستعرف الله.
القاعدة التاسعة عشرة :
إذا أراد المرء أن يغير الطريقة التي يعامله فيها الناس، فعليه أولاً أن يغير الطريقة التي يعامل بها نفسه. وإذا لم يتعلم كيف يحب نَفسه حباً كاملاً صادقاً، فلا توجد وسيلة يمكنه فيها أن يجعل الآخرين يحبونه، لكنه عندما يبلغ تلك المرحلة سيشكُر كل شوكة يلقيها الآخرون عليه .. فهذا يدل على أنّ الورود ستنهمر عليه قريباً. كيف يمكن للمرء أن يلوم الآخرين لأنهم لا يحترمونه إذ لم يكُن يعتبر نفسه جديراً بالإحترام والتقدير ؟
القاعدة العشرون :
لا تهتم إلى أين سيقودك الطريق؛ بل ركز على الخطوة الأولى فهي أصعب خطوة يجب أن تتحمل مسؤولياتها. وما أن تتخذ تلك الخطوة دَع كل شيء يجرِ بشكل طبيعى وسيأتي ما تبقى من تلقاء نفسه.
القاعدة الحادية والعشرون:
لقد خلقنا جميعاً على صورته. ومع ذلك فإننا جميعاً مخلوقات مُختلفة ومميزة. لا يوجد شخصان متشابهان، ولا يخفق قلبان لهما الايقاع ذاته. ولو أراد الله أن نكون مُتشابهين، لخلقنا متشابهين. لذلك فإن عدم إحترام الإختلافات وفرض أفكارك على الآخرين يعني عدم إحترام النظام المقدس الذي أرساه الله.
القاعدة الثانية والعشرون:
عندما يدخل عاشق حقيقي لله إلى حانة فإنها تُصبح غرفة صلاته. لكن عندما يدخل شارب الخمر إلى الغرفة نفسها فإنها تُصبح خمارته. ففي كل شيء نفعله، قلوبنا هي المهمة لا مظاهرنا الخارجية. فالصوفيون لا يحكمون على الآخرين من مظهرهم أو مَن هُم. وعندما يُحدِّق صوفي في شخص ما، فإنه يغمض عينيه ويفتح عيناً ثالثة، العين التي ترى العالم الداخلي.
القاعدة الثالثة والعشرون:
ما الحياة إلا دين مؤقت، وما هذا العالم إلا تقليد هزيل للحقيقة. والأطفال فقط هم الذين يخلطون بين اللعبة والشيء الحقيقي. ومع ذلك فإما أن يفتتن البشر باللعبة أو يكسِروها بإزدراء ويرموها جانباً. في هذه الحياة، تحاشَ التطرف بجميع أنواعه لأنه سيحطم اتزانك الداخلي. فالصوفي لا يتصَرف بتطرف بل يظل مُتسامحاً ومعتدلاً على الدوام.
القاعدة الرابعة والعشرون:
يتبوأ الإنسان مكانة فريدة بين خلق الله. إذ يقول الله "ونفختُ فيه من روحي" فقد خُلقنا جميعاً بدون استثناء لكي نكون مخلِصِين لله على الارض. فاسأل نفسك كم مرة تصرفت من باب حُبك لله، .. تذكر أنه يقع على عاتق كل مِنا اكتشاف الروح الإلهية في داخله حتى يعيش وفقها.
القاعدة الخامسة والعشرون:
إنّ جهنّم تقبع هنا والآن، وكذلك الجنة. توقفوا عن التفكير بجهنم بخوف أو الحُلم بالجنة، لأنهما موجودتان في هذه اللحظة بالذات. ففي كل مرة نُحب، نصعد إلى السماء. وفي كل مرة نكره أو نحسد أو نحارب أحداً، فإننا نسقط مباشرةً في نار جهنم.
القاعدة السادسة والعشرون:
لا ضرر ولا ضرار. كن رحيم القول والفِعل . لأن الكلمات التي تنبعث من أفواهنا لا تتلاشى بل تظل في الفضاء اللانهائي إلى ما لا نهاية، وستعود إلينا في الوقت المناسب. إنّ معاناة إنسان واحد تؤذينا جميعاً. وبهجة إنسان واحد تجعلنا جميعاً نبتسم.
القاعدة السابعة والعشرون:
يُشبه هذا العالم جبلاً مكسواً بالثلج يردد صدى صوتك. فكل ما تقوله سواءً كان جيداً أم سيئاً، سيعود إليك على نحو ما. لذلك إذا كان هناك شخص يتحدث بالسوء عنك فإن التحدث عنه بالسوء بالطريقة نفسها يزيد الأمر سوءاً. وستجد نفسك حبيس حلقة مُفرغة من طاقة حقودة. لذلك انطق وفكر طوال أربعين يوماً وليلة بأشياء لطيفة عن ذلك الشخص. إن كل شيء سيصبح مختلفاً في النهاية لأنك سَتصبح مُختلفاً في داخلك.
القاعدة الثامنة والعشرون:
إن الماضي غير موجود ، والمستقبل وهم. إنّ العالم لا يتحرك عبر الزمن وكأنه خط مستقيم يمضي من الماضي إلى المستقبل. بل إنّ الزمن يتحرك من خلالنا، وفي داخلنا في لوالب لا نهاية لها. إنّ السرمدية لا تعني الزمن المطلق، بل تعني الخلود.
القاعدة التاسعة والعشرون:
لا يعني القدَر أنّ حياتك محددة بقدر محتوم. لذلك فإن ترك كل شىء للقدر وعدم المشاركة في عزف موسيقى الكون دليل على جهل مُطلق. إنّ موسيقى الكون تَعُم كل مكان وتتألف من أربعين مستوى مُختلف. إن قَدرك هو المستوى الذي تَعزف فِيه لحنك. قد لا تغير آلتُكِ الموسيقية بل تُبدل الدرجة التي تجيد فيها العزف.
القاعدة الثلاثون:
إنّ الصوفي الحق هو الذي يَتَحمل الصّبر حتى لو إتُهم باطلاً. وتعرض للهجوم من جميع الجهات ولا يوجِّه كلمة نابية واحدة إلى أيٍّ من مُنتقديه .
القاعدة الحادية والثلاثون:
إذا أردت أن تُقوّي إيمانك فيجب أن تكون ليّناً في داخِلك ولكي يشتد إيمانك، ويصبح صلباً كالصخرة، يجب أن يكون قلبك خفيفاً كالريشة. فإذا أُصِبنا بمرض، أو وقعت لنا حادثة أو تعرضنا لخسارة، أو أصابنا خوف بطريقة أو بأخرى، فإننا جميعاً نواجه الحوادث التي تُعلمنا كيف نصبح أقلَّ أنانيةً، وأكثرَ حكمةً، وأكثر عطفاً، وأكثر كرماً. ومع أنّ بعضنا يتعلم الدرس ويزداد رِقة وإعتدالاً، يزداد آخرون قسوة. إن الوسيلة التي تمكنك من الإقتراب من الحقيقة أكثر تكمن في أن يتسع قلبك لاستيعاب البشرية كلها، وأن يظل فيه مُتسع لمزيد من الحُب.
القاعدة الثانية والثلاثون:
يجب ألا يحُول شيءٌ بين نفسك وبين الله، لا ائمة، ولا قساوسة، ولا أحبار، ولا أي وصيٍّ آخر على الزعامة الأخلاقية أو الدينية، ولا السادة الروحيون، ولا حتى إيمانك. آمن بقيمك ومبادئك لكن لا تفرضها على الآخرين. وإذا كنت تحطم قلوب الآخرين فمهما كانت العقيدة التي تعتنقها فهي ليست عقيدة جيدة. ليكُن الله والله وحده دليلَك. تعلم الحقيقة، لكِن اِحرِص على ألا تصنع من الحقائق التي تتكون لديك أوثاناً.
القاعدة الثالثة والثلاثون:
على الرغم من أنّ المرء في هذا العالم يُجاهِد ليحققَ شيئاً ويُصبح شخصاً مهماً، فإنه سَيُخلِّف كلَّ شيءٍ بعد موته. إنك تهدِف إلى بلوغ المرحلة العُليا من العدم. عِش هذه الدنيا خفيفة وفارغة مثل الرقم صفر. إننا لا نختلف عن أصيص الزرع، فليست الزينة في الخارج بل الفراغ في داخلنا هو الذي يجعلنا نقف منتصبى القامة، فالوعي بالعدم، وليس ما نتطلع إلى تحقيقه، هو الذي يُبقينا نواصل الحياة.
القاعدة الرابعة والثلاثون:
لا يعني الإستسلام أن يكون المرء ضعيفاً أو سلبياً، بل على العكس تماماً. إذ تكمن القوة الحقيقية في الاستسلام - القوة المنبعثة من الداخل- . فالذين يستسلمون للجوهر الإلهي في الحياة يعيشون بطمأنينة وسلام حتى عندما يتعرض العالم برمته إلى اضطراب تلو الآخر.
القاعدة الخامسة والثلاثون:
في هذا العالم، ليست الأشياء المتشابهة أو المنتظمة، بل المتناقضات الصارخة، هي ما يجعلنا نتقدم خطوة إلى الأمام. ففي داخل كلٍّ منا توجد جميع المتناقضات في الكون، لذلك يجب على المؤمن أن يلتقي بالكافر القابع في داخله؛ وعلى الشخص الكافر أن يتعرف على المؤمن الصامت في داخله. وإلى أن نصل إلى اليوم الذي يبلغ فيه المرء مرحلة الكمال، مرحلة الإنسان المثالي، فإنّ الإيمان ليس إلا عملية تدريجية، ويستلزم وجود نظيره: الكُفر.
القاعدة السادسة والثلاثون:
لقد خُلق هذا العالم على مبدأ التبادل؛ فكلّ امرئ يُكافأ على كلِّ ذرة إيمان بالله .. وكل ذرة خير يفعلها، ويعاقب على كلِّ ذرة شرّ يفعلها أو كل ذرة كُفر بالله . لا تخف من المؤامرات، أو المكر، أو المكائد التي يحيكها الآخرون؛ وتذكّر أنه إذا نصب لك أحدُهم شرَكاً، فإن الله يعرِف بذلك ، إذ لا تتحرك ورقة شجرة من دون عِلمه. لذلك آمِنْ بذلك ببساطة وبصورة تامة. وعِش مُطمئِن .
القاعدة السابعة والثلاثون:
إنّ الله ميقاتيٌّ دقيق. إنه دقيق إلى حد أنّ ترتيبه وتنظيمه يجعلان كل شيءٍ على وجه الأرض يتم في حينه. لا قبل دقيقة ولا بعد دقيقة. والساعة تمشي بدقة شديدة بالنسبة للجميع بلا استثناء، ولكل شخص وقت للحُب ووقت للموت.
القاعدة الثامنة والثلاثون:
ليس من المتأخر مطلقاً أن تسأل نفسك، هل أنا مستعد لتغيير الحياة التي أحياها؟ هل أنا مستعد لتغيير نفسي من الداخل حتى لو كان قد بقيَ من حياتك يوم واحد يشبه اليوم الذي سبقه؟ في كل لحظة، ومع كل نفَس جديد، على المرء أن يتجدد ويتجدد مع كل ثانية.
القاعدة التاسعة والثلاثون:
مع أنّ الأجزاء تتغير فإنّ الكل يظل ذاته. لأنه عندما يغادر هذا العالمَ لصٌّ، يُولد لص جديد، وعندما يموت شخص شريف، يحِل مكانه شخص شريف آخر. وبهذه الطريقة لا يبقى شيء من دون تغيير؛ بل لا يتغير شيءٌ أبداً أيضاً. لأنه مقابل كلِّ صوفيٍّ يموت، يُولد صوفي آخر في مكان ما في هذا العالم. ومع كُل عاشِق يمُوت يُولَد عاشِق آخر . إن ديننا هو دين العشق وجميع البشر مرتبطون بسلسلة من القلوب .. فإذا إنفصلت حلقة منها حلت محلها حلقة أخرى في مكانِِ آخر. إن الأسماء تتغير، تأتي، وتذهب لكن الجوهر يبقى ذاته.
القاعدة الأربعون:
لا قيمة للحياة من دون عِشق. لا تسأل نفسك ما نوع العِشق الذي تُريده، رُوحي أم مادي، إلهي أم دنيوي، غربي أم شرقي. فالإنقسامات لا تؤدي إلا إلى مزيد من الإنقسامات. ليس للعِشق تسميات ولا علامات ولا تعاريف. إنه كما هو نقي وبسيط. "العشق ماء الحياة، والعشيق روح من النار" ويُصبح الكون مختلفاً عندما تعشق النار الماء.
#جلال الدين الرومي
#شمس التبريزي
#قواعد العشق الأربعون
حقوق النشر © 2024. كل الحقوق محفوظة بواسطة مسار ويب.