هل تتوقع أن تعيش جنات بخطوات يسيرة وبسيطة ..؟
كنوز عظيمة تجدها في كتاب الله من خلال فهم آيات بسيطة ..
لأن الله يريد اليُسر “يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْر”،
كانت تلك نقطة ٱنطلاقي تجاه الصدق مع كتاب الله ..
وكانت تلك نقطة التحول الجذرية التي من خلالها بدأت فهم كتاب الله من هذا المنطلق وهو اليُسر..
صراحةََ لأن الله يريد فقط اليُسر قمت بالطغيان كثيراََ في فهم اليُسر كما يريد الله على مراده هو،
لمَ لا !
والله هو من يريد هذا اليُسر .. مع العلم أن هذا هو الطغيان المباح فقط في الكتاب
وهو الطغيان في حسن ظنك به ..
فتعاملت مع كتاب الله على أنه ما هو إلا كتاب عبارة عن صندوق يحوي كنوزاً تحتاج منك فقط الإنتباه حين القراءة لتجمع المفاتيح للكنز ..
أصبحت أنظر لكل آية واضحة أستطيع أن أفهمها على أنها مفتاح من مفاتيح الكنوز وآخذ تطبيقها على محمل الجد بشكل جنوني تعبيراََ عن عظمة ما وجدت وتقديساََ لأوامر خالق هذا الكون ..
خلقنا الله ” لنعبده” فتمعن في ماهية العبادة:
“وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا -لِيَعْبُدُونِ -“
وأمرك أول أمر تبدأ به العبادة هو الإحسان للوالدين ..
” وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا -تَعْبُدُوا- إِلَّا إِيَّاهُ -وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا- ”
– فيه ترتيب وأولويات للعبادة ، فكانت الأولوية بعد عبادة الله هو الإحسان للوالدين.
“وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا “..هي أولى الآيات التي كنت أستطيع فهمها وبسهولة !
فقلت ماذا !!
يعني أن الله سيغير حياتي لجنّة، فقط لقيامي بالإحسان لوالدي؟..
أَطغيت في إيماني وتصديقي لما ظننته ...
فعاهدت نفسي وقمت بصنع تحدٍّ بيني وبين الله أن أكون أعظم إبن يحسن ويُبِرّ والديه في الكون كله و أجعل قلوبهم لا تنام إلا وهي تشكر الله على نعمة الأبناء وأن الله رزقهم بٱبنٍ مثلي قمة الرقي والاحترام و الحُب معهم في المعاملة ،
وأن يستشعروا نعمة أن يكون عندهم إبن يمتعهم بوجوده ويفرحهم ويشعرهم بقيمة الحُب والسلام والكلمة الطيبة التي تشفي الجروح !
فكنت ممن يستجيبون لنداء الله بالإيمان بآياته وبقوة،
فصارت آياته مقدسة أضعها نُصب عينَيّ..
وتنفيذاََ للتحدي ألهمني الله ببعض الطرق الفريدة التي أمازح بها أمي..
* حين أنتهي من العمل مثلاََ أذهب لأمازحها أثناء إعدادها للطعام في المطبخ..
* أثناء الجلوس، بدلاََ من إنفاق الوقت على الهاتف، أجلس وأحادثها وأستمتع بنعمة أن الله أغناني بأمي وأبي؛ من يتفقدونني إذا خرجت من البيت ومن لا يضعون الطعام على الطاولة إلا أثناء وجودي ..
إن كنتَ تجد الأمر صعباً لأنك لم تتعود أن تبادل والديك كلمة جميلة فَٱبدأ فقط بأن تشكر وجودهم بقلبك..
بأن تجلس معهم وتذكر لهم فضلهم عليك بما أنفقوا من وقت وجهد وتعب ومال وعناية ورعاية،
وهذا أيضاََ شكرٌ لهم بما سيحويه قلبك من مشاعر حب وتقدير لما فعلوه من أجلك..
وسيرزقك الله بالأفكار التي بها تبدأ في الإحسان لهم بدلاََ من إنفاق الوقت على الهاتف ونسيان نعمة وجودهم ..
* عند خروجي من المنزل أخبرها بأني خارج حتى يطمئن قلبها (وأحياناََ أنسى 🤣)
وعند عودتي أسأل عنها..
وما كنت أتوقع أن تلك السلوكيات البسيطة كفيلة بأن تحول حياتي إلى جنة!
بل كافئني الله بأن فتح لي الكثير من الأبواب للفلاح في الحياة .. رزقك الله أيضا ََبتلك النعمة ..
إن كان محور إختبارنا ووجودنا هنا هو “عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ”،
فأول ما تبدأ به الإحسان هو الداخل .. هو البيت الذي تسكن فيه مع أبيك وأمك و أهلك ..
فهناك أولويات للبدء..
فَلو تمعنت قليلا قد تجد نفسك تحسن وتحادث الأصدقاء والغرباء بكل رقي وٱحترام،
أما من لهم الفضل الأكبر عليك وهم أهل بيتك تنسى شكرهم و ودّهم والتعبير لهم عن حبك,,
بل قد تجد أنك حتى لا تنفق عليهم كلمةََ طيبة !
إن كنت تحب أن تكون مختلفاََ وغير عادي وتخالف المألوف وتظهر بشكل مميز..
فكن ذكيّاً!
فإن كان كل العالم الخارجي يشغله النجاح والشهرة وصنع المجد والثراء فخالف أنت هذا العالم وكن أنت ممن يشغل قلبه وتفكيره أن يكون عنده ذلك البيت الممتلئ بالحب والدفئ العائلي والكلمة الطيبة الجميلة ويسوده السلام والتناغم وينام قرير العين والقلب على دعوة أب وأم شكروا الله على نعمة وجودك...
لكونك أحسن إبن يبر والديه إرضاءاََ وحُباََ لله..
إن جعلك المقال تشعر ببعض الحُب والوِئام والمشاعر الطيبة,,
فشُكرك لي يكون بأن تنفق كلمة طيبة على والديك وتجعلهم يشعرون ببعض الحُب ..
– إغنِ والديك بنعمة وجودك يُغنيك الله من فضله ..
كل الحُب ..
عصام محمود
حقوق النشر © 2024. كل الحقوق محفوظة بواسطة مسار ويب.