• البركة تجعل للحياة معنى.
هناك حياة ينعم الإنسان فيها بالبركة.
وهناك حياة خالية من البركة.
الحياة الفارِغَة من البركة هي حياة فارغة من المعنى ،
والفارق بين حياة انسان وآخر هو ..
هل يستشعر وجود بركة في حياته أم لا ..
• وكأن ّ البركة هي وسْم رضا اللّٰه عن الإنسان..
فعندما تتواجد البركة في مكانِِ ما ..
ينضح كل شيء بالحب والجمال واللذة ..
يكن للماء طعم لذيذ رُغم أنه عديم الطعم والرائحة ..
يكن للطعام مذاق خاص مهما بدت بساطة الطعام ..
يكن في المنزل سكينة وراحة تملأ القلب والوِجدان بالمحبة والسلام العميق ..
يكن الهواء الذي نتنفسه مُنعِش للقلب والروح ويجعلنا نشر ببركة ومحبة الله لنا ..
وتكن الحياة زاهية الألوان ونشعُر أنّ كل ما في الكون من جنود الله يحبنا من ارض وسماء وهواء وطيور وعصافير ...
• الحُب يسبِق البركة ،
البركة تابعة للحب مباشرة،
متى تواجد الحب .. تواجدت البركة ..
انهما لا ينفصلان.
• الحُب علاقة تربط الانسان بالله
إنّ الحُب مربوط بالله مباشرة.
اذا كانت حياة الانسان خالية من الحب ؛
فمن المرجح هناك فهم خاطئ عن إدراك علاقة الانسان بالله.
إذا كان الانسان يستشعر حُب اللّٰه له ..
وامتلأ قلب الانسان بإدراك حُب اللّٰه له ؛
ستمتلئ حياة الانسان بالفرح والبركة تباعاً.
•إنّ وجود الإنسان على هذه الارض هو اكبر دليل على حُب اللّٰه للإنسان.
وجودك انت تحديداً بذاتك ..
هو دليل محبةْ اللّٰه لك ،
واختيار اللّٰه لك لتحيا هنا .
• تذكرك لهذا الكلام وتأملك فيه بصدق،
سيُحرِّك شيئاً في قلبك ،
وكأننا نُوقِظ شيئاً دفين في القلب ،
نُوقِظ حُباً موجوداً في الأصل تحت ركام النسيان ،
النسيان الذي هو اِنشغال بالحياة وبالرغبات الخاصة وبالذات عن إدراك لماذا نحن هنا …
• ولكن الان ..
لوهلة ..
جرب ان تنظر في المرآة لتتذكر كيف ان اللّٰه اختارك لتحيا هنا والان.
وأعطاك حياةً من بعد عدم..
كنت لا شيء ..
وجعل منك حياة..
وأعطاك كل ما تراه..
بداية من رأسك وعيناك وفمك وقلبك حتى قدماك..
ثم هذا الكون الجميل حولك ..
لا تفكر في كلماتي ..
انا اجعلك تتذكر فقط ..
دعْ التفكير ينام كما هو ..
وابتسم لكلماتي فقط ..
• اتعرِف ما هو الغريب في الأمر؟
بل الاغرب أيضا ..
انك لا تحتاج الى أنْ تحيا بحب او تحيا بالبركة..
اتعرف لماذا ..
لأنه في الاصل طبيعتك وحقيقتك…
انك انت الحب وانت البركة نفسها.
وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ
انت فقط تنسى هذا ..
تنسى انك مبارك أين ما كنت..
ويرسل لك اللّٰه من يذكرك بين الحين والاخر.
• البداية الان ..
اُنظر ليدك..
نظرة صافية..
إنسى انها يدك…
فقط اُنظُر لها بصمت لثوانٍ ..
الآن اجعل يداك تلمسان بعضهما..
اجعل اليد اليمنى تحتضن اليسرى..
واجعل اليد اليسرى تحتضن اليمنى.
وبوعي استخدم يدك في ان تلمس وتبارك كل شيء..
فقط جرب ان تلمس كل شيء بحب..
جرب ان تلمس الحوائط التي تأويك..
لمسة شكر كأنك تذكر لها الفضل..
• والان جرب هذا ايضا مع فنجان قهوتك المفضل او كاسة الشاي..
والان اُنظُر ليداك بنفس نظرات الشكر والامتنان..
والان جرب مع الكثير من الانعام حولك ان تبادلها الشكر والامتنان..
• لاحظ كيف ستشعر بالبركة والامتلاء بعدها…
• تذكر..
لا تتذكر كوب الشاي وقت احتياجك له فقط.
جرب حتى دون احتياج له ان تسبق وتستشعر النعم وتبادلها الشكر والامتنان دون احتياج لها.
لا تتذكر الشيء عند احتياجك له فقط .
بادل كل شيء الامتنان دون احتياج ..
وستلاحظ كيف يزيد ويتجلى الحب والبركة اكثر في حياتك ومن كل ما حولك..
سواء كان الناس او الحياة نفسها.
بل ستكون حياتك فيها الكثير من الفتوحات والتجليات السارة.
انت مبارك اينما كنت
عصام محمود
حقوق النشر © 2024. كل الحقوق محفوظة بواسطة مسار ويب.