• إنّ الله جميل يحب الجمال ،
وخلق الله الإنسان في أجمل وأحسن صورة وتقويم ..
كما أمرنا الله أيضاً بالإحسان لأنفسنا وذواتنا وشكلنا ..
ورضا الله من رضا الإنسان ,
فإنْ كانت عمليات التجميل قد تزيدك جمالاً ورضاََ عن نفسك وعن ذاتك ..
فقُمْ بها .. فهذا يُـرضي الله .. واطمئِنْ ... فإنّ الله يُحِب أْن يراك في رضاً وسلام .
• ولكن عليك/ي أنْ تكونوا متوازنين فيما يخُص هذا الجانب …
فالأمر ليس متروك للهوى ؛
بل إن الله سبحانه وتعالى يسمح لك بكل شيء ؛ شرط أن تكون متزن وتراعي الضوابط الأخلاقية والروحية حتى لا تضُر بنفسك بأي شكل من الأشكال .
ففيما يخص عمليات التجميل بكل أشكالها الصغيرة والكبيرة ، فلها ضوابط وميزان ، حتى تَقِي نفْسك من أي ضرر قد يلْحَق بك .( حفظك الله )
• يمكنك أنْ تسعى وتقوم بتحسين صورتك كما تحب ،
ولكن فضلاً يجب أنْ لا يتحول الموضوع إلى الهوس بعمليات التجميل التي تتحول لإدمان كما نسمع عنها ...
فهذا يكون إرضاءاً للناس والهوى وتظلم بها نفسك ، وليس الأمر إحساناََ كما يخبرنا المولى عز وجل ..
وهذا هو ما يتحول في نهاية الأمر لعواقب قد لا تُحمَدْ .
• الآن..
فيما يخص عمليات التجميل سأتحدث عن حُقَن البوتوكس .
كنت أتصفح بالصدفة بعض المقالات الطبية حتى وجدت نفسي أقرأ مقالاََ عن مكونات حُقَن البوتوكس .
حتى اكتشفت أنّ حُقَن البوتوكس هي عبارة عن سُموم كيميائية لِشَـلْ عضلات الوجه حتى تختفي آثار التقدم في العُمْـر مثل التجاعيد وخطوط الوجه …
كنت اسمع عن حقن البوتوكس منذ سنوات ، ولكن هذه المرة تعمقت في البحث عنها قليلاً …
وما بين فكرتي وتوقعاتي عن حُقَن البوتوكس وحقيقتها وجدت الآتي :
• كنت أظن أن حُقَن البوتوكس عملية ؛
بمعنى أنّ الحقْن لمرة واحدة يُعطِي نتيجة لمدى الحياة ،
حتى اكتشفت أنّ مفعولها يدوم لما يقارب خمسة أشهر فقط ، ثم ينتهي المفعول ، ويجب أنْ تقُوم بالحقْن مرة كل خمسة أشهر حتى تحافظ على وجهك مشدوداََ كما كان بعد الحَقْن أول مرة .
• كما كنت أظن أنّ طريقة عمل مادة البوتوكس هي أن تقوم بشد الوجه بشكل طبيعي فقط دون أنْ تؤثر على آلية عمل عضلات الوجه من ظهور الملامح وتحريك عضلات الوجه بشكل طبيعي كفتح وغلق الفم بحرية ، وفتح وغلق العيون بحرية والضحك والبكاء وأداء باقي أشكال تعبير الوجه بشكل طبيعي …..
حتى اكتشفت أن آلية عمل مادة البوتوكس هو شلْ وإيقاف عضلات الوجه تماماََ ، وشلْ إمكانية التحكم فيها .. كأنّ الإنسان يقوم بإيقاف الحياة في أعصاب الوجه ؛
ويصبح الوجه (وأتكلم عن ملامح الوجه تحديداً) كيان منفصل عن بقية الجسم ،
فمن يقومون بحَقْن وجههم بالبوتوكس غالباً يحدث لملامحهم شيء من التشنُّج والتيبُّس بشكل يظهر أنه غير عادي أثناء الكلام أو الضحك أو البكاء أو الإنفعال بأي شكل من الأشكال .
وهذا يرجِع إلى طبيعة عمل مادة البوتوكس الكيميائية، حيث تقوم بتثبيط وايقاف الخلايا العصبية للمناطق المحقونة حتى لا تشيخ وتتجعد ويختفي منها خطوط وملامح تحديد عُمْـر الشخـص .
• كما أنّ مادة البوتوكس في طبيعتها هي عبارة عن سموم كيميائية مستخلصة ومنقاة بشكل طبي يسمح باستخدامه لفترة قصيرة فقط .
# والآن سأتحدث عن بعض الأخلاقيات والملاحظات والآراء ،
ولكل إنسان الحرية في اختيار ما يناسب حياته ،
فإننا نتحدث فقط فيما يُرضي الله من نشر الوعي الذي يهدف الى العيش في تمام النعمة والعافية ،
• بعض الناس تُحِب التجربة ، لا مانع في التجربة ولكن انتبه أنْ يتحول الموضوع لهاجس وإدمان .
• إن كُنت تنوي القيام بحقن البوتوكس وشدْ الوجه فانظُر للموضوع بشكل واسع وطويل المدى، وهو الضرر الذي قد ينشأ للوجه بعد انتهاء مفعول مادة البوتوكس وبعد شلْ عضلات الوجه لفترات طويلة واعتياد عضلات الوجه على الشدْ واعتياد اعصاب الوجه على التوقف عن عملها ،
فأظن واتوقع انه لن يعود الانسان قادر على التحكم بعضلات الوجه حتى بعد انتهاء مفعول البوتوكس .
كما أتوقع حدوث شيء من خلل بيولوجي في الكيمياء والهرمونات التي تغذي الوجه وتمده بالطاقة والحيوية والنضارة.
• ماذا عن إنْ كنت/ي تنوي حقن البوتوكس دائماً …. ، فهل انت على وعي بأنك ستضطر للذهاب لطبيب التجميل مرتان كل عام لتجديد الحقْن كل مرة .
• رغبة الإنسان الجامحة في الحصول على القبول الاجتماعي من الناس او الحصول على الشهرة ؛ تدفع الناس بشكل جنوني لأي عملية تجميل دون حتى التفكر في ما إذا كنت فعلاً بحاجة لعملية التجميل أو لا . أو أنّ الأمر يتطلب فقط قبول الذات كما هي وإنشاء علاقة روحية صحية مع نفْسك حتى تبدأ روحك في العناية بجسمك قلباً وقالباً وتحسين إشراقه وحيويته وتبدأ خلاياه بالنبض والرقص مع روح الحياة ودون أي عمليات .
وقد يكون كل ما يتطلبه الأمر اِستشارة مع مختص نفْسي فقط يساعدك في قبول ذاتك والتعرف عليها .
• إذا كان ما سيجعل للإنسان قبول عند الناس هو التصنُّع والتغيير في الذات ؛ فغالباً سيُلازِم الإنسان شعور أنه زائف وغير حقيقي ، وكل ما حوله من الناس سيشعُر بأنهم لا يناسبونه ولا يُشبهونه .
أما عندما تكون على طبيعتك وفي قبول لذاتك كما هي ؛ ستضمن أنّ من حولك من الناس حقيقيون ويُشبهونك لأنهم أحبّوك كما أنت لذاتك فقط ، دون أي تغيير أو تصنُّع أو خلق شخصية زائفة لتحوز القبول .
وبهذا ستستطيع أنْ تُحبهم من كل قلبك ، وستشعُر أنك حقيقي معهم ..
( ويا له من شُعُور أشْبه بالعيش في الجنة عندما تشعُر أنك حقيقي كما انت دون تصنُّع ).
• العالم ممتلِئ بالحُب الزائف الذي لا يملأ القلب ولا يُرضِي الروح ، لأنه ليس حُباً في الأساس بل خداع للذات ،
فأسهل شيء في الدنيا أّن يحبك الناس حُباََ زائِفاََ لشيء أو لِعلَّة ؛ كأنْ يحبوك لمالك أو جمالك أو عِلْمك وشهاداتك أو اسمك، أو شهرتك أو نفوذك وسُلْطتك … إلى آخره.
أما أنْ يحبك أحدهم لكونك أنت فقط على طبيعتك دون أي شيء آخر ، فهذه هي العُمْـلة الصعبة ، لأن هذا هو الحُب الحقيقي الذي يملأ القلب والروح . ف اسعى للأخيرة لأنها ما يبحث قلبك وروحك عنه .
• إنّ نْفسك وجسدك أمانة غالية معك من ربك ،
لذلك إنْ كنت ستقوم بأي شيء يخص التجميل ،
فابحث عن طبيب شرعي مُتَمَكِّن من عمله ،
لا تبحث عن الأقل سعراً بل عن الأحسن جودة ونتائج مهما كانت التكاليف . وتأكد من جدارة الطبيب وشهادة عملاؤه .
• لا تجعل عمليات التجميل أول همَّك ، قد تكون ذاتك بحاجة إلى شكل آخر من العناية بالذات .
فجرب المنتجات والطرق الطبيعية والصحة النفسية اولاً .
فقد تجِدْ النتائج التي ترغب بها دون إجراء أي تدخل مادي أو جراحي في الجسم .
• خُذ وقتك في التفكير فيما يخص عمليات التجميل ،
لا تأخذ قرارات على سرعة ومضض أو رغبة عاجلة في التغيير ، بل تروَّى حتى يصفى قلبك وتأتيك أخلص وأحسن القرارات .
•إنْ كنت ستقوم بأي عملية تجميل ، فلا تتحرك في هذا الباب بناءاً على شعور بعدم الرضا عن الذات او عدم قبول الذات ، بل اشعُر بالرضا عن ذاتك اولاً لأنك تقوم بالإحسان لجسدك كما يأمرنا المولى عز وجل .
• جسدك يتكلم ..
كثيراً من الناس يتخذون قرارات بناءاً على رغباتهم الخاصة ، وليس بناءاً لمتطلبات أرواحهم فعلاً،
ففيما يخص عمليات التجميل ، فإنّ ارواحنا وأجسادنا تملي علينا ما يجب أنْ نفعله حتى نرضى عن ذواتنا ،
وأجسادنا تحادثنا ايضاً بما تحتاجه ، فقط عليك أنْ تستمع لجسدك حتى تعرف ما يحتاجه منك فعلاً .
وفي الأخير..
إنْ كنت بحاجة لاستشارة خاصة لمساعدتك في أي من هذه الجوانب فلا تتردد من حجز استشارتك من قِسم الاستشارات ، فيسرني مساعدتك في اتخاذ القرار المناسب
كل الحُب
# عصام محمود
حقوق النشر © 2024. كل الحقوق محفوظة بواسطة مسار ويب.