الإسلام أو التسليم أو دار السلام كما أسماه المولى عز وجل في كتابه.. أو العيش في معية ورحمة الله ..
كلها مسميات لمعنى واحد وهو الإسلام ..
أي إنسان في هذا الكون يبحث عن قيمة السلام وأن يعيش في سلام فهو هكذا يبحث عن الإسلام ..
قيمة السلام هذه موجودة في بيت الإسلام .. أي أنك في بيت الإسلام تحيا في سلام ..
والإسلام هو التسليم لله في الحياة ..
السريان مع الحياة وحُب الحياة كما هي ..
وحتى يحيا الإنسان في حالة السلام أو بيت الإٍسلام فهذا يتطلب من الإنسان أولاََ أن يتعرف على بند العروة الوثقى ويحيا به ..
وهي شرط من الله وجب القبول به قولاََ وفِعلاََ لكي يكون الإنسان مُسلم بمعنى الكلمة عِند الله ..
وسواء الإنسان عاش بهذا البند قبولاََ أو رفضاََ به ..
بوعي أو لاوعي .. يجني ثماره من سلام أو لاسلام ..
تمعن و وركز في هذه الآيات..
قال الله “إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ “
و قال تعالى ” وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ”
في الآخرة من الخاسرين أي كل محاولاته للوصول لأي شيء تفشل في الأخير ..
اِسأل نفسك سؤال:
إن كان الدين الوحيد الذي يقبله الله هو الإسلام..
وإن كان أن تدين بغير الإسلام ديناً فلن يُقبَل منك
فكيف تصبح مُسلِماََ حقاََ ؟؟
وإن كان الدين الذي يقبله الله الإسلام ،
فهل الترديد باللسان 'أنا مسلم' هذا يجعل الإنسان مؤمن حقاََ بهذا الدين؟!
يعني هل الإسلام قولاََ باللسان؟
في كتاب الله الإسلام أفعال ..
أن تفعل سلاماََ .. يصدر منك سلام .. سلام القول .. سلام الفعل .. سلام الطاقة والمشاعر والحضور ..
حتى نظرات العيون والوجه .. بعض الأمهات قد تنظر للأطفال نظرة تخويف أو عقاب تصيب الطفل بمشاكل نفسية في سن صغيرة.. حتى دون تفتح فمها .. فقط بمجرد النظرة قد تخيف الطفل ...هذا ليس فيه سلام ولا إسلام ..
الإسلام بيت له شروط وبنود لكي تكون من أهله .
وَتلك البنود والشروط تسمى” العُروة الوثقى “.
إن استمسكت بالعُروة الوثقى أي أمسكت بها، أي صدقت عليها، أي آمنت بها.. أصبحت مُسلماََ.
كلمة العُروة من العُقدة،
مثل عُقدة النكاح التي تجمع بين زوجين،
أي أنك بها ترتبط بدين الإسلام..
والوثقى من الوثاق و التوثيق والربط ،
كأنك وثّقت إسلامك أمام الله أو كأن (أفعالك) تقول لله أنا مُسلم حقاََ ..
الإستمساك بالعُروة الوثقى يعني أنك صدقت بشروطها فعلا..
وَهنا تسمى مُسلماََ حقاََ أمام الله .
شروط العروة الوثقى: –
قال المولى ..
(( لَا - إِكْرَاهَ - فِي الدِّينِ ))
قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن
1 ((يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ))
+2 (وَيُؤْمِن بِاللَّهِ)
= فَقَدِ اسْتَمْسَكَ (بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ) ..
أن تكون مُسلماََ يعني الكفر بالطاغوت أي الكُفر بكل أٍشكال وألوان الإكراه والإجبار ..
أي عدم إكراه وإجبار أيّ إنسان على أي شيء ..
هذا يجعلك مُسلِماََ ..
أي أن تعطي كل إنسان حقه التام في الحريةثم تؤمن بالله أي تبتغي وجه الله وتتقي الله في أفعالك ..
هكذا تصبح مُسلماََ.
بند العروة الوثقى هو المحافظة على الحديد كمال قال الله أي حدود الله وأهم حد هو ( حد الحرية ) لكل إنسان..
وَيأتي بعدها الإيمان بالله ...
– نلاحظ أن إعطاء الحرية لكل إنسان سابقة على أن تؤمن بالله ذاته..
يعني لا إيمان بالله قبل أن تحفظ حقوق وحريات الناس أولاََ .
باختصار..
الإسلام هو أن تحفظ حقوق وحريات الناس ثم تؤمن بالله فتكون مُسلماََ .
ويقول المسلمين دوماََ في كل مكان " المُسلم من سَلِمَ الناس من لِسانِه ويده " ..
ويمكن أن نعدل هذا القول الجميل للآتي ..
" المُسلم هُو من ينبعِث منه كُل أشكال وألوان السلام " ..
دمتم في أتم الصحة و العافية.
عصام محمود
حقوق النشر © 2024. كل الحقوق محفوظة بواسطة مسار ويب.