فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
مع هبوط إلانسان على الأرض اصبح شغله الشاغل أمام الله هي عملية قتل النفس الوسواسية ،

وقتلها هُو عدم الانصياع لها ..
فتسمو إلى مرتبة النفس المطمئنة أي الروح ..

ومن هنا يتلقى الإنسان الاتصال الدائم بالله والشعور بجنة المعية الإلهية ويوحي الله له بفعل الخيرات..
اخبرنا الله ان النفس الوسواسية هي العدو الوحيد للإنسان وسبب معاناته ،
ف إذا سمّى الإنسان غير تلك النفس الوسواسية عدوّ يكون قد سلك مساراً خاطئ فيه الكثير من المشاكل ..

فلم يأذن الله أن يتخذ الإنسان عدو غير الشيطان ..
وإن رأى الإنسان أذى من إنسان آخر ؛
فعليه مسامحته ؛
لأن الاذى يكون من الشيطان فأتبعه الإنسان بغير وعي ..
وليس الأذى من الإنسان ذاته ..

ثلث تعليمات القرءان تخبرنا عن تفاعليات الشق الشيطاني في الإنسان ..
يخبرنا فيهم الله بقتل النفس الوسواسية الداخلية لأنها الشيطان ،
وشيطان من الشطط لأنها تشُطْ دوماً بعيداً عن أوامر وتعليمات الله ،

ويعلمنا فيهم ايضاً ألاعيب النفس الوسواسية ..
ماذا تفعل وكيف نرصدها لقتلها وهكذا..
ويخبرنا الله ايضا ان اختبارنا في الحياة هُنا يكمن في تزكية نفسنا لله من خلال قتلنا للنفس الواسواسية التي تتسم دوماً بأنها غير مطمئنة حتى يتبقى داخلنا النفس المطمئنة وهي الروح ..

النفس الوسواسية هي الشيطان ..
والنفس المطمئنة هي الروح ..
تبدأ جنة الإنسان على الأرض من يوم رصده للنفس الشيطانيّة بصفة مستمرة وقتلها..
بمعنى رصدها وعدم اتباعها وتبرأة الإنسان نفسه منها بعدم لصق أحكامها على الناس والحياة عليه..

او التعريف والاعتراف بأن تلك الأصوات الداخلية التي تحكم على هذا وذاك والناس والحياة والحكومة والسياسة والاقتصاد وتأمر بالكذب وعدم الصفح وعدم المغفرة وتأمر بالكراهية وتحس بالشح والبخل بأنها انت ،

بتبرأة نفسك منها بصفة مستمرة.. والتبرأ منها تبدأ تلك النفس  في الاحتضار والموت ..
ومعه انبعاث مستمر للسلام والطمأنينة والسعادة الغير مبررة ..
ومن هنا يُدخِل الله الإنسان جنة نفسية تتحول لواقعية ..

ويُعرِّفْه الله بنفسه على تلك الجنة التي لا يمكن لإنسان أن يصفها
وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ

عملية رصد النفس الوسواسية الداخلية وقتلها تتطلب الوقت والجهد والتركيز والصبر والتَّروي ..
وهذه العملية تُسمّى الجهاد في سبيل الله ..
أي بذل جهدك في محاولة رصد نفسك الشيطانيّة وقتلها..
والأجر فيها من الله لك جنة واسعة من حيث لا تحتسب ..

اهبطوا بعضكم لبعضٍ عدو ..
عليكم أنفسكم ..
فاقتلوا أنفسكم..
ذلكم خيرٌ لكم عِند بارئكم فتاب عليكم..
والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبُلَنا..
وقالوا الحمد لله
عصام محمود