الإسراء من السريان كما تسري المياه في الجداول.. الإسراء هو عملية نقل وسريان طاقي اثيري علي مدار النفس .. وهي طبقات وعي سماوية تخص ايقاظ البصيرة القلبية لتوجيه وإرشاد الإنسان في حياته.. طبقات الوعي السماوية هي وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا سبْع سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا - ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَق ) - اي التدرج من طبقة وعي وايمان الى طبقة وعي وايمان اعلى
يرمز إلى الليل بكل اختصار الى الظلاميات التي يعيش فيها الانسان .. عندما تنقلب حياة الانسان رأساً على عقب بسبب تماديه في العيش بدون توجه ووجهة إلى الله في أفعاله.. فقد يؤذي ويظلم الناس ويظلم نفسه وقد يقسى قلبه.. فتنقلب حياته عليه.. هذا هو الليل..
اذاً كيف يحدث الإسراء .. يحدث من الليل.. من وسط المشاكل التي يعيش فيها الإنسان.. فيقرر النظر في حياته ويبدأ يُحاسب ذاته على صغائر وكبائر الأمور .. من تلك النقطة بداية الايمان ..
عندما يبدأ الانسان بعمل فرقان يفرق به بين الحلال والحرام .. ويقول هذا حلال يشكر عليه.. وهذا حرام واجب انهاؤه والاستغفار عليه واصلاحه .. يكون هنا بنى الانسان المسجد الحرام... الفرقان بين هذا حلال وهذا حرام يسمى المسجد الحرام ...
التفرقة بين هذا صح وهذا خطأ ، هذا يريده الله وهذا لا يريده الله .. هذا يُرضي الله وهذا لا يُرضي الله.. هذا فعل يحبه ويتقبله الله .. وهذا سلوك لا يحبه الله .. اذا استمر الانسان هكذا في الاصلاح يتزايد الايمان.... ومع زيادة الايمان يسري الله بالانسان من المسجد الحرام الى المسجد الاقصا.... اي اقصا قمة في الإنتاج والابتكار والابداع وتلقي الالهام والارشاد والتوجيه من الله...
ليرى من آيات الله الكونية وملكوت السموات والأرض ما لم يرى من قبل .. ليزداد الإيمان واليقين في قلبه بالله .. ويستمر هكذا في عمل الإصلاح .. ويكون فرداً نافعاً مُنتِجاً في المجتمع .. كل الحب .. عصام محمود