لماذا يتحدث الله بصيغة الجمع ؟

الإجابة هي * عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ*

هل تستطيع أن تحصي الله وذاته العظيمة وقواه ؟

لا، فلا تدركه الأبصار وهو يُدرك الأبصار ..
وهو المحيط ولا يُحاط به ..
سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء ..

فَلو أدركه البصر، يعني أحاط به ..
 فهل تستطيع أن تحيط بالله وتحصيه؟

طبعا لا، لكنه هو المحيط بكل شيء ..
ليس كمثلِه شيء ..

فَصِيَغ الجمع تنزيه وتقديس لله ولقوته ولذاته العظيمة،

فهو المحيط بكل شيء والواسع والعظيم …

هذا تعجيز لكل المخلوقات أن يستطيعوا أن يحصوا الله تعالى ف *عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ* ..

فلهذا كلام الله بصيغة الجمع تنزيه وتعظيم وتقديس الله سبحانه وتعالى.

إن علمت قواه فقد أحصيتَه..

إن علمت جيش دولة من عدّة وعتاد فقد أحصيتها وأحطت بها ..

إن علمت قوى الله وقدراته فقد أحطت به وأحصيته،

أعطاك من النِعم ما لا تستطيع أن تحصيها رغم أنها معك…

فكيف ستحيط وتحصي قوى الخالق الأعظم !!

أما حينما يتحدث الله عن نفسه هو الواحد الأحد ،
فلن يتحدث بصيغة الجمع بل بالمفرد لأنه إله واحد …

فمثلاً عندما يُعَرِّفْ المولى عز وجل عن ذاته يقول :
 (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا )

(شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ) ..

فهنا الذات الإلهية واحدة ..

الخلاصة : صيغ الجمع لتقديس وتعظيم وتنزيه قوى الإله اللانهائية.

أما حينما يتحدث الله عن نفسه هُوَ ستجده يتحدث بصيغة المفرد لأنه واحد.

عصام محمود 🌷