هل سألت نفسك من قبل لماذا سمى الله كتابه بالقرآن ..
ولماذا هذا الاسم تحديداََ؟!
مصطلح قرآن ليس عبثاً ..
بل من اسمه له معنى يعبر عن ماهية وطبيعة الكتاب.
قرآن من جذر قرأ أي قرأ قرآن ..
ولكن مع اختلاف أن طبيعة الكلمة القرآنية لامحدودة ..
القرآن كتاب من عالم ( لا محدود ) ..
حتى أن طبيعة كلماته ومعانيه لا محدودة حيث أنها كلمات متجددة المعاني بشكل مستمر في كل الأوقات والأزمنة والأماكن ..
وهذا سر الألف والنون التي يتم إضافتها في آخر كلمة قرآن وفي كثير من الكلمات من المصحف ..
حيث أن القرآن يحادثك عن عالم الغيب والروح وهي عوالم لا محدودة تتسم بصفات أزلية سرمدية لا نهائية ..
ولهذا في كثير من مصطلحات المصحف يضع المولى عز وجل ألف ونون ..
حيث يتحدث عن صفات وماهيات لا نهائية للأشياء كما سنتحدث عنها في خلال الشرح ..
حتى يكون المعنى أوضح سأضرب المثل بكلمات القرآن ذاتها:
الحياة الدنيا والحياة الآخرة ..
-ماهية الحياة الدنيا أنها محدودة،
ميقاتها محدود وتنتهي ،
حتى مافيها من مشاعر محدودة ..
المشاعر في الحياة الدنيا بجميع أنواعها محدودة..
فمثلا مهما وصل الإنسان من سعادة وحزن في الدنيا فهناك مقياس 100% لا يتعداه الإنسان من المشاعر المؤلمة أو السعيدة التي يشعر بها.
- ماهية الحياة الآخرة انها لا محدودة ولا تنتهي.
لنضرب أمثلة ..
لِنُعرِّف ونعطي الاسم صفته المطلقة اللانهائية نضيف للإسم: ألف ونون.
الحياة الدنيا لأنها تنتهي فإسمها ( حياة ).
الحياة الآخرة لانهائية ولا تنتهي فنضيف للحياة ألفاً ونون فتسمى حيوان ..
وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ..
حيوان صفة مطلقة لانهائية من الحياة،
أي أن الدار الآخرة حياة أبدية لا تنتهي ..
- اذا عبدت ربك وطبقت كلامه كما امرك مثلا ََ تشعر بحالة من الرضا ولكن .. مهما طبقت من تعاليم الله سيزداد الرضا حتى آخره المحدود في الدنيا وسيسمى رضاً لأنه محدود..
لكن عندما تدخل الجنة فلن ينفعك الرضا الدنيوي في الجنة ..
بل ستحتاج هناك لصفة مطلقة من الرضا ..
ففي الجنة ستشعر بالصفة المطلقة اللانهائية من مشاعر الرضا ..
لكي تعرفها نضيف ألفاً ونون إلى الرضا فيتحول الرضا إلى رُضوان ..
يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ..
آخر ذروة للرضا النفسي اللانهائي يسمى رضوان.
- حين يمكنك أن تعمل وصلة أو اتصال بشخص ما أو عدة أشخاص او تتصل بكل الانسانية في وقت واحد او كل الاوقات تلك تسمى رحمة أو رحمات..
أما حينما تتحول تلك الرحمة إلى رحمة تربط وتمسك بكل مخلوقات ومكونات وكل ذرات وطاقات وكائنات الكون كاملا وكل العوالم الموجودة ..
فهنا لا تسمى رحمة بل نضيف ألفاً ونون في آخر الاسم فيتحول إسم الرحمة إلى رحمان.
أي أن الصفة المطلقة للرحمة هي رحمان .. وهذا إسم الله سبحانه وتعالى الرحمان أي يمسك بزمام كل وصلات ومكونات واتصالات الكون كاملاََ في نفس الوقت..
رحمةرحمان.
-رئيس أو ملك الدولة له سُلطة التحكم في كل مكان داخل حدود دولته..
لكن حين تتحول السُلطة إلى سُلطة لا نهائية تتحكم في الكون كاملاََ في نفس الوقت وكل الوقت ..
فهنا لا تسمى السُلطة سُلطة بل نضيف لها ألفاً ونون فتتحول السُلطة إلى صفتها المطلقة اللانهائية وهي سُلطان ،
سُلطة سُلطان ..
أي أن الله سبحانه وتعالى سُلطانه على الكون كاملاََ ويتحكم في الكون بأكمله.
عندما تستطيع أن تحيط بمعنى الكلمات وتحصر المعنى وتحصيه وتفهمه ويكون للكلمة او الكلمات معنى واحد فقط فهذه الكلمة تُقرأ أي يمكنك إحصائها والإلمام بها ومعناها مغلق وضيق وينتهي..
ولكن .. حين يتحول الحرف والكلمة والكلمات إلى معاني لانهائية تتجدد باستمرار دائماََ وتُنتج معاني جديدة باستمرار وتُحَدَّث معاني الكلمات دائما في كل الأوقات والأزمان وفي أي مكان وتظل معاني ودلالات الكلمات تتسم بالحداثة الدائمة واللانهائية فهنا يُسمى ما تقرأه قرآن ..
( نزيد ألف ونون للكلمة .. من قرأ لقرآن ) أي كتاب لا نهائي في معاني الكلمات..
إذاً لكي نعرِّف الصفة المطلقة اللانهائية للكلمات التي لا ينتهي المدد لها من المعاني نضيف ألف ونون في آخر الكلمة مِن قرأ إلى قرآن..
أي أن القرآن هو المدد اللانهائي لمعاني الكلمات التي لا يمكن حصرها أو الإحاطة بها لأنها لا نهائية.
* يا لجمال القرآن ومعانيه 😍*
يقول المولى عز وجل في بيان جمال إعجاز كلماته اللانهائية :
قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا. ..
لو ساوينا مِداد بحار العالم بالقرآن تنفد بِحار العالم ولا تنفد كلمات الله بمعانيها ولو جاء الله بأمثال تلك البحار ...
سبحانك يا الله..
ويقول المولى أيضاََ :
وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ
وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ
مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ..
يعنى لو حولنا أشجار الأرض كلها لأقلام ..
وحولنا مياه المحيطات والبحار كلها لِحِبر ملأنا به الأقلام لنكتب بهم تفسيرات لنحيط بكلمات ومعاني آيات الله ..
تنفد الأشجار و الأقلام والأحبار والبحار والمحيطات وكل مياه الأرض ..
ولا تنفد كلمات الله ومعانيها أبدااااااااااااا
قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرا ..
سبحانك ربي ...
عصام محمود 🌷
حقوق النشر © 2024. كل الحقوق محفوظة بواسطة مسار ويب.